"مجتمعات غازية و مركبة عبر التاريخ" في جبيل لبنان نموذج في التواصل وحوار الحضارات

 (النهار، 2 أيلول 2014)

ضمن النشاطات التي ينظمها في اطار حوار الثقافات والاديان، افتتح "المركز الدولي لعلوم الانسان" مؤتمره الدولي "مجتمعات غازية ومجتمعات مركبة عبر التاريخ: لبنان نموذجا" في مقره في جبيل، في رعاية وزير الثقافة ممثلا بالمدير العام للوزارة فيصل طالب، وحضور المستشار الثقافي الايراني في بيروت حسن صحت، ونخبة من الاكاديميين والباحثين والاختصاصيين في علوم الاجتماع والتاريخ والسياسة، من الجامعات الفرنسية والايرانية والتونسية واللبنانية.

بعد النشيد الوطني ووثائقي عن المركز، عرض الدكتور علي خليفة برنامج المؤتمر الذي يمتد على 3 ايام، ويشمل 4 محاور: الحوار وتأثيراته الايديولوجية والاقتصادية والمؤسساتية، الحوار بين الثقافات، الحوار بين الاديان، والحوار بين المؤسسات.

تلاه البروفسور الفرنسي جان ميشال موتون فشدد باسم المنظمين على ان المؤتمر "يرتكز الى العلاقات المميزة بين لبنان وفرنسا اللذين يتشاركان لغة واحدة، ونظاما سياسيا واحدا يقوم على الديموقراطية. والتراث اللبناني الغني المعروف في العالم، يسمح له ان يكون نموذجا في اطار حوار الحضارات".

ثم تحدث البروفسور جاك بافيو باسم المشاركين مؤكدا ان المؤتمر "يهدف الى اعطاء مقاربة متعددة الاختصاصات، انطلاقا من لبنان اليوم. منذ القدم شكلت بعض البلدان، ومن بينها لبنان، نقطة تواصل قام فيها حوار بين الحضارات والاديان والثقافات، ونمت قيم انسانية ومن بينها الديموقراطية، وهو لم ينفك يستقبل شعوبا من مختلف انحاء العالم، مثل الاتراك والفرنسيين، فرضوا وجودهم بالقوة في معظم الاحيان، لكنهم نجحوا في ايجاد نظام اجتماعي جديد، جعل لبنان ثمرة هذا التمازج بين الحضارات".

وقال مدير المركز الدكتور ادونيس العكره انه "في بدايات الشعوب تكون هناك حضارات اقوى من اخرى، وتحصل اختلالات وحروب لا تمثل انسان اليوم الحضاري والمتمدن والساعي الى السلام، لكن منطق الحياة يغلب، وتتولد آليات جديدة تؤدي الى حوار بين المختلفين، وفي ما بعد الى تزاوج بين الاختلافات الثقافية والحضارية، الى ان ينشأ مولود حضاري جديد". واعتبر ان "لبنان نموذج لهذه الظاهرة، لانه مركب من حضارات وثقافات ومكونات متعددة".

ولتكون المعرفة مقترنة بالتطبيق، اعلن العكرة عن استحداث المركز لحقيبة نشاط تحت عنوان "تحويل المعرفة الى سلوك مواطني"، واولى الخطوات توقيع اتفاقية شركة مع "المعهد العربي لحقوق الانسان" في تونس في مقره ببيروت في الجامعة اللبنانية، يؤسس بموجبها لشهادة ماستر في حقوق الانسان مدتها سنتان. وكشف عن موافقة وزارة التربية للمركز الدولي لعلوم الانسان على انشاء اندية مواطنة في المدارس الرسمية كخطوة اولى تليها الجامعات لاحقا.

والقى طالب كلمة باسم عريجي مؤكدا ان لبنان "يشكل نموذجا يحتذى في التواصل، ليس فقط على صعيد مكوناته الداخلية، بل على مستوى دوره في المنطقة والعالم، بحيث يحق للبنان المختبر الفعلي للحوار، بحكم تلوينات مكوناته الاجتماعية والثقافية والدينية والمؤسسية ان يطمح، بناء على تجربته في هذا النطاق، لان يكون مركزا دوليا لادارة حوار الحضارات والثقافات". واعتبر ان "العثرات التي تعرضت لها هذه التجربة، ترجع اسبابها، الى التأثيرات الخارجية. وحتى تستقيم هذه التجربة وتغنى بدروس الماضي وعبره وبتطلعات المستقبل وتحدياته، لا بد من الاعتراف بأن نجاح اي حوار يبدأ من المراجعة النقدية لمسار الامور، وتبين نقاط الضعف والقوة فيها".

وفي الختام قدم العكرة درعا تقديرية الى عريجي، لتبدأ بعدها الجلسات الاكاديمية والعلمية التي يشارك فيها نخبة من رجال العلم والفكر في لبنان وفرنسا وايران.

===================================================

ممثل عريجي في مؤتمر عن مجتمعات مركبة عبر التاريخ:

الحوار ليس وليد الازمة فحسب بل خيار انساني بالمطلق في الزمان والمكان

نظم المركز الدولي لعلوم الانسان - جبيل مؤتمرا دوليا بعنوان "مجتمعات غازية ومجتمعات مركبة عبر التاريخ : لبنان نموذجا"، في قاعة المحاضرات في مقر المركز يل ، برعاية وزير الثقافة روني عريجي ممثلا بالمدير العام فيصل طالب وحضور المستشار الثقافي في السفارة الايرانية حسن صحت، ومشاركة باحثين واختصاصيين في علم الاجتماع والتاريخ من جامعات اللبنانية وفرنسية وايطالية وتونسية وايرانية.

يستمر المؤتمر لمدة ثلاثة ايام في 4 و 5 و6 ايلول ويناقش المشاركون 4 محاور هي الحوار وتأثيراته الايديلوجية والاقتصادية والمؤسساتية ، الحوار بين الثقافات ، الحوار بين الاديان والحوار بين المؤسسات .

بعد النشيد الوطني ووثائقي عن المركز تحدث البروفسور الفرنسي جان ميشال موتون باسم المنظمين وشدد على "ان المؤتمر يستند الى العلاقات المميزة بين لبنان وفرنسا اللذين يتشاركان لغة واحدة، ونظاما سياسيا واحدا يقوم على الديموقراطية، والتراث اللبناني الغني المعروف في العالم يسمح له ان يكون نموذجا في اطار حوار الحضارات.

ثم تحدث البروفسور جاك بافيو باسم المشاركين واكد "ان المؤتمر يهدف الى اعطاء مقاربة متعددة الاختصاصات، انطلاقا من لبنان اليوم"، وقال:"منذ القدم شكلت بعض البلدان ، ومن بينها لبنان، نقطة تواصل قام فيها حوار بين الحضارات والاديان والثقافات ونمت قيم انسانية ومن بينها الديموقراطية ، وهو لم ينفك يستقبل شعوبا من مختلف انحاء العالم مثل الاتراك والفرنسيين، فرضوا وجودهم بالقوة في معظم الاحيان، لكنهم نجحوا في خلق نظام اجتماعي جديد جعل لبنان ثمرة هذا التمازج بين الحضارات. ونحن نبحث كيف استقبل الموطنون هذه الشعوب، ثم رفضوها ثم عادوا ليتقبلوها مع قيمها، وصولا الى التعايش والاندماج بين المجتمعات القادمة والمجتمعات المقيمة".

والقى مدير المركز ادونيس العكرا كلمة اشار فيها الى "انه مع بدايات الشعوب كانت هناك حضارات أقوى من اخرى، فتحصل بطبيعة الحال اختلالات وحروب لا تمثل انسان اليوم الحضاري المتمدن الساعي الى السلام، لكن منطق الحياة يغلب، وتتولد آليات جديدة تؤدي الى حوار بين المختلفين، وفي ما بعد الى تزاوج بين الاختلافات الثقافية والحضارية ، الى ان ينشأ مولود حضاري جديد يتكون من مصادر مختلفة لكنها متحاورة".

وشدد "على ان الحوار هو خروج الذات من جوانيتها الى ذات الاخر في جوانيته وفي هذه الحال تبطل علاقة العداء مع المجهول الاخر الذي يصبح معروفا ويسعى الى ايجاد ما هو مشترك وعلاقات العداوة تتحول الى منافسة تحصل على الخير العام والمشترك للجميع"، مؤكدا "ان لبنان نموذج لهذه الظاهرة لانه مركب من حضارات وثقافات متعددة".

واعلن عكرة عن استحداث المركز لحقيبة نشاط بعنوان "تحويل المعرفة الى سلوك مواطني"، واولى الخطوات توقيع اتفاقية شراكة مع المعهد العربي لحقوق الانسان في تونس ، في مقره في الجامعة اللبنانية في بيروت، نؤسس بموجبها لشهادة ماستر في حقوق الانسان مدتها سنتان، وكشف عن موافقة وزارة التربية للمركز الدولي لعلوم الانسان على انشاء اندية مواطنية في المدارس الرسمية كخطوة اولى وفي الجامعات لاحقا".

بعد ذلك القى طالب كلمة عريجي واستهلها برواية للشاعر جلال الدين الرومي حول تنافس أهل الروم وأهل الصين في فن التصوير وامتحان السلطان لهم في هذا الامر ليخلص الى ان قصة الحضارات والثقافات حين تتواصل وتتفاعل وتتكامل فتنمو وتغنى وترقى.

وقال:"اذا كان الحوار هو أقنوم هذا التلاقي والتواصل بعيدا من نهاية التاريخ (فوكوياما) و صدام الحضارات (هنتغتون) تحت شعار العولمة وما تحمله من مفاهيم الاستلاب والهيمنة والالغاء، واعترافا بالهوية الخاصة بكل جماعة بشرية وما تتفرد به من خصائص ثقافية وحضارية مفتوحة على العالمية وليس العولمة، فان لبنان يشكل في هذا السياق انموجا ومثالا يحتذى في التواصل ليس فقط على صعيد مكوناته الداخلية بل على مستوى دوره في المنطقة والعالم بحيث يحق للبنان المختبر الفعلي للحوار بحكم تلوينات مكوناته الاجتماعية والثقافية والدينية والمؤسسية ان يطمح بناء على تجربته الفذة في هذا النطاق لان يكون مركزا دوليا لادارة حوار الحضارات والثقافات".

أضاف:"الحديث عن العثرات التي تعرضت لها هذه التجربة فان غالبية اسبابها كما يعلم الجميع ترجع الى التأثيرات الخارجية ، وحتى تستقيم هذه التجربة وتغنى بدروس الماضي وعبره وبتطلعات المستقبل وتحدياته لا بد من الاعتراف بان نجاح اي حوار يبدأ من المراجعة النقدية لمسار الامور وتبين نقاط الضعف والقوة فيها بتبصر المدخلات التي أدت الى النكوص حتى تكون لدينا مخرجات اخرى".

وشدد "ان الدخول في الحوار هو وعي متجدد للذات متسلح بما اختزنته التجربة وما كشفته الممارسة وما تجمع من مخزون ثقافي مشترك وما تكون لدى اللبنانيين من ارادة لمواجهة الاخطار التي تحدق بمجتمعهم ووطنهم بالسعي الحثيث لبناء الدولة العصرية القائمة على قيم الحق والعدل والمساواة"، مركزا "على التربية بيت القصيد في صياغة المواطن المنتمي والمسؤول الذي يؤثر المصلحة العامة على ما عداها فتشيع ثقافة المواطنة التي بها وحدها يتحقق للتفاعل الثقافي بين مكونات مجتمعنا غاياته ومراميه".

وختم مؤكدا "ان الحوار ليس وليد الظرف او الازمة او الضرورة فحسب بل هو خيار انساني بالمطلق ممتد في الزمان والمكان" .